بين حانه ومانه ضاعت دمانا : حملة الثأر في الانبار .

يبدو عنوانا مناسبا بعد ان ضاعت حقوقنا ودمائنا و امولنا بين بطون البرلمانيين و مفاوضات السياسيين الذين لم يدعون مصلحه الناس ولا يفعلون الا ما يناسب مصالحهم .
بدأ الموضوع باعلان حملة شرسة ضد الارهاب صفق لها الجميع و حشدت لها العده وانطلقت الالسن على المواقع الاجتماعية و الصحف والفضائيات بقيادة اعتى مثقفين هذا البلد لتخون كل من لا يقف مع الجيش رغم (دكَايكه التي تناسوها بقدره قادر ) واطلقوا تحذيرا لكل من يسمح لتوجهة السياسي المعارض لسيادة رئيس الوزراء بالتشكيك في نوايا النبيلة في انقاذ العراق من براثن "داعش" و انكروا شديد الانكار انها حمله للقضاء على الخصوم السياسيين او وسيله لحصد التعاطف الشعبي بمناسبة أقتراب الانتخابات فهي عملية نضيفة ستدور في الصحراء لمطاردة داعش و وجوهها مثل (شاكر وهيب ) الذي لا يزال حي يرزق لليوم رغم ورود الانباء بقتله !.
فجاة قرر قائد القوات المسلحة تحريك قوات الامن لفض اعتصامات مدن الانبار , واعتقال النائب بالعلواني مع قتل اخيه لينفرط صمام الامن و يصبح العلاوني رمزا ! . و تضيع مدينة الفلوجة و الرمادي بيد قوات تضاربت الاراء حول تصنيفها بين ثوار العشائر ومتمردين أو تنظمات ارهابية ظهرت فجاة ودخلت من خارج المدينة (المحاصرة) من قبل الجيش استمر الصراع معها منذ بدأ اطلاق الحملة لليوم .
لم تحدث اي تغطية اعلامية حقيقية لما يحدث و حدث . الكثير من الافلام والصور التي تبادلتها المواقع الاجتماعية كانت زائفة , وبقي الناس بين متضارب الانباء على طرف يدعي النصر و طرف يدعي الدحر لكن الاكيد هو مقتل المئات من المدنيين و العشرات من الجنود مع احصائيات متفاوته للمقاتلين على الجانب الاخر (ارهابين او متمردين ) مع استمرار الطرفين بتبادل الالقاب بين (داعشاوي , صفوي ) .
وبقى الحال على ما عليه واستمر القصف على بيوت الابرياء الذين تمكن بعضهم من الهجره بينما بقي الغالبية محاصرين في منازلهم .
ختمها رئيس الوزراء قبل ايام بزيارة الى محافظة الانبار للمفاوضات والتباحث بالموضوع مع وعود باطلاق سراح العلواني ومنح مبالغ ماليه و وضائف .
دعونا نضع بعض الاسئلة هنا :
من المستفيد من البلبه التي حدثت و الاحتقان الطائفي ؟.
لماذا كان خيار العنف اولا ولم يكن هناك سبيل للتفاوض بدل جرجرة الابرياء الى الموت ثم العودة للتفاوض الذي طرح كخيار من البدايه وتم رفضه ؟.
لماذا يطلق سراح العلواني بعد هذه الموجه الاعلامية لجعله صورة للارهابي الذي تم اصطياده ؟.
من الذي سيعوض المتضررين والشهداء من الطرفين ؟.
ماهو موقف (المهوسجيه ) الذين لم يتركوا احد ولم ينالوا منه بالتشهير والاساءة والسب والشتم والقذف بعد ان عدنا الى النقطة التي بدأنا منها؟.
واخيرا : هل حلت الازمة و توقفت الانفجارات في مدننا ؟.
..........................
نشرت هذا الاقتباس مع هذا التعليق في يوم 28 يناير .
هوارد زن ، مؤرخ أمريكي . وصاحب الكتاب الشهير( تاريخ شعبي للولايات المتحدة ١٤٩٢- الان) وفيه سرد تاريخ الولايات المتحدة من وجهة نظر المحرومين والمستضعفين. هذا الاقتباس من كتاب النصوص المحرمة ونصوص اخرى مترجمة . حميد عيسى ،ص ١٦٠ ، الطبعة الثانية ٢٠١١. و ما أريد قوله هنا هو ان حربنا على الإرهاب في الأنبار مشكوك في أمرها جداً ، والغالبية من شعبنا متعاطف معها . تذكروا كلامي ، هو انها ستنتهي بنفس النتيجة التي دخلنا بها...
تعليقات
إرسال تعليق
التعليق ضروري لاهمية مشاركة الاخرين وجهة نظر وافكار وان كانت لا تتفق معنا , الصمت ليس علامة الموافقة دائما فلا تحرمنا من فرصة الاستفادة منك للاضافة تنقيح افكارنا من الخطأ الذي قد نقع به ويقع به الاخرين حينما يطلعون على افكارنا , فلا تكن بخيلاً بتعليق لن ياخذ منك سوى دقيقة سواء اتفقت ام اختلفت معنا .