مصطفى الصوفي

عندما يموت الجهل... يولد فيك العقل عندما تموت المعتقدات والتبعية الغبية... تولد فيك الحرية عندما يموت "الدين"... يولد فيك التديّن التديّن شيء حيّ يتنفس... أما الدين جثة لا تتحرك لكن كثيراً من الناس يشعرون بالراحة بالدين وفي الواقع معظم الناس... تسعة وتسعون بالمائة لأن أكثرنا للحق كارهون وللجهل مستسلمون والدين ليس شيئاً خطيراً عليك أبداً... ماذا يمكن للجثة الهامدة أن تفعل لك؟ يمكنك أن تفعل بها ما تشاء... تحركها، تبيعها، تفسرها، تستغلها... الجثة شيء جامد بين يديك أما التديّن أو الدين الحقيقي تكون أنت بين يديه ...

ما هو الدين؟.... إنه ليس عويل الذئاب على القمر لكن هذا ما صار عليه عند الحشود إذا كانت الحشود على حق، فالحيوانات لديها إحساس متدين عظيم: الذئاب تعوي والكلاب تنبح على القمر.. تنبح على شيء بعيد.. تفصلها عنه مسافة كبيرة.. أحد الكتاب عرّف الدين أنه الاهتمام الأخير والأقصى لكنه العكس تماماً: إنه الاهتمام الحالي المباشر في الواقع، التجاوب مع اللحظة الحاضرة هو التجاوب الأقصى الوحيد الدين ليس رغبة.. فضولاً وشوقاً إلى البعيد بل هو بحث واستكشاف في ذاتك أنت الأقرب من حبل الوريد

يمكنكم أن تعيشوا معاً لعدة سنين دون معرفة التشارك بل التعارك والحرب باسم الحب... انظر إلى العالم بكامله: الناس يعيشون مع بعضهم البعض ولا أحد يعيش لوحده: الأزواج مع الزوجات، الزوجات مع الأزواج، الأولاد مع الأهل، الأهل مع الأصدقاء... الحياة تتواجد فعلاً في اجتماع الناس والجنة بلا ناس ما بتنداس، لكن هل تعرف ما هو الاجتماع ومشاركة الآخر؟ قد تعيش مع زوجتك لمدة أربعين سنة، لكنك قد تكون لم تعش معها للحظة واحدة. حتى أثناء قيامك بالحب معها قد تفكر بأشياء أخرى وكُتب على ابن آدم الزنى.. لأنك لم تكن هنا، بل هناك في أفكارك وأحلامك فصار الحب عملاً آلياً.