مصطفى الصوفي

بعد اسابيع من دراسة اللغة السويدية بدأت استغرب من بساطة قواعدها الى درجة يمكن اختصارها في صفحة واحدة! أين المثنى, و المبتدأ و الخبر, المنصوب و المجرور و المشار اليه؟ أي ادوات النصب و حروف الجر و الادوات الجازمة و الشرطية؟ اين قواعد الارقام و كيفية كتابتها, كان و ان و اخواتهما و اين حروف العلة التي نسمعها و لا نكتبها و تلك الحيرة الازلية بين الضاد و الظاء؟ بدأت اتذكر قواعد اللغة الانكليزية التي كمثيلتها من اللغات الجرمانية تتصف بقواعد اكثر سهولة من تلك التي قضيت ايام دراستي في بغداد اتعلمها ثم انساها مما قادني الى التفكير بسبب تعقيد قواعد اللغة العربية التي كنت اصفها بأجمل لغات العالم.

هذا حالنا نحن اليوم……….. عوقّبنا نحن الوجبة الاولى من سجناء الامن العامة في بغداد في زمن الدكتاتورية المريرة اثر مضاهره قمنا بها لتحسين اوضاع السجناء الغذائية والصحية ، فكانت فكرة العقوبة جديدة ربما، والاخراج كان من قبل النقيب ابو سفيان ضابط سجن الشعبة الخامسة السياسية. وهذا العقاب اسمه (حوض جنه عدن) ولقد تم ترفيع النقيب ابو سفيان على هذا الاجتهاد الخاص في ابتكار طرق تعذيب جديدة وتقديرا لجهوده الكبيرة …. هذه بعض تفاصيل العقاب الجماعي الذي مر به بعض سجناء الامن العامة في بغداد ( جنة عدن)