اصل الارهاب في علم الاحياء
اصل الارهاب في علم الاحياء
تمهيد
علم الاحياء ، هو العلم المختص بدراسة الكائنات الحية ، تشريحها جهازيا او نسيجيا وفهم وظائف اعضاء تلك الكائنات الحية وطريقة عملها ، وراثتها ، بالاضافة الى دراسة سلوكها الاجتماعي على مستوى الجماعات و النفسي على المستوى الافراد .
قبل ايام كنت اتبادل الحديث مع زوجتي ولا اذكر بالضبط سياق الحديث الذي قادني الى سؤالها ماذا لو دخلتي في مكان " على افتراض انك تحملين مسدسا محشوا وجاهزا للاطلاق " ووجدت امامك كائنين يتصارعان ، احدهما انسان ، والاخر اسد ، في صراع شديد يكاد احدها يقضي على حياة الاخر فيه ، فاي من هذين الكائنين
ستنصرين وتساعدين ؟.
بطبيعة الحال فان اغلبية من سيطرح عليهم هذا السؤال سيجيبون بسرعة ، نعم .سانصر الانسان وانقذه من الاسد
وهذا ما اثارني هنا لاطرح سؤالا اخر ، لماذا الانسان، لما لا يكون الاسد هو الاحق بالانقاذ من الانسان ؟. وربما الاجابة الاكثر ترجيحا هنا ستكون : لان حياة الانسان اكثر قيمة ، او ربما ان الاسد بطبيعة الحال هو المفترس الغير واعي والاقل ذكائا والذي يحاول بكل طريقة ان يقتل انسانا . حينها سنقول طيب! ، لكن الانسان "حسب الاحصائيات التي تذكرها منظمات الدفاع عن الحيوان و الحفاظ على البيئة " يعد اكثر الكائنات قتلا لبني جنسه والاجناس الباقية على كوكب بل هو سبب كبير في ما يعرف بين الاوساط العلمية بـ " التلوث البيئي " و " الاحتباس الحراري " ، فما هو وجه هذا التفضيل رغم انه الكائن الاكثر ضررا للكوكب واشكال الحياة عليه ؟.
وما هي يا ترى وجهة نظر الكائنات الحية الاخرى حول تلك الفرضية التي تعتبر الانسان هو الكائن الارقى والافضل والاكثر استحقاقا لان ينال حقوقا على شكل "حقوق الانسان " وليصول ويجول و يفعل مايشاء على هذا الكوكب ؟.
جميع الكائنات الحية تمتلك سلوكا ونظم اجتماعية مختلفة ، والبشر ايضا يعتبرون بكل الاحوال جزئا من منظومة الطبيعة وكائن حيا يمكن دراسته انطلاقا من علم الاحياء ، وقد يعترض على ذلك معظم العلماء الاجتماعيين بسبب تلك الفرضية الراسخة في مدارس علم الاجتماع عن فرادة الانسان باعتبار الجنس البشري هو جنسا مختلفا لا تشمله منظومات الطبيعة .على صعيد موضوعنا هنا "البحث عن فرضية تفسر الارهاب بايولوجيا " فان اغلبية علماء الاجتماع ستجدهم يفسرون اعمال العنف باعتبارها ناتجة من عوامل بيئية و ثقافية فقط و لن يخطر في اذهانهم ان يفكروا في اسباب اعمل تتعلق بوجودنا كبشر وكائنات حية تحمل موروثات في خلاياها قد تكون سببا في انتاج هذا العنف او كبته ؟. .
يؤكد علماء الاجتماع الاحيائي اننا مرتبطون بموروثات تحدد سلوكنا و نفسنا البشرية مثلنا مثل الكائنات الحية الباقية التي ترتبط بصلات قرابة بنا ، بل ان من الممكن جدا ان نصنع المئات من الدراسات المقارنة وان نفسر سلوكياتنا اعتمادا على مشاهدات لسلوكيات الكائنات الحية الباقية في الطبيعة ، فالبشر بالنهاية ليسوا بمعزل عن ان يتكون جسد الفرد منهم من اجهزة مكونة من اعضاء بدورها مكونة من انسجه وخلايا تحتوي على كرموسومات تحمل جينات وراثية تحدد صفاتنا وتكون دافعا محركا للكثير من سلوكياتنا ، بل ان علم الجينات يبين بشكل واضح واكيد اننا مرتبطون وراثيا بالكائنات الحية ولسنا بمعزل عنها باي شكل .
يرى علماء الاحياء بان الانسان وباعتباره كائن حيا لن يختلف عن الكائنات الاخرى من ناحية كونة مجموعة اجهزة عضوية مرتبطة مع بعض و مسخرة بطريقة او باخرى لنقل وحمل الجينات والحفاظ عليها ، وتسود نظرية الجين الاناني التي طرحها الاحيائي ريتشارد دوكنز عام "الجين الأناني" عام 1976 مجادلًا فيه بأننا – اي الكائنات الحية - لسنا سوى الات تسخرها الجينات لمصلحه بقائها " بين متخصصين الاحياء حينما اثبتت الابحاث بان النمط السلوكي لكل الكائنات الحية مرتبط بشكل او باخر بالجينات .
ماهو الجين ؟.
الداروينية الاجتماعية
ما زالت هذه الأفكار والأهداف موجودة في عقائد وأنظمة بعض الأحزاب والمجموعات اليمينية وتسمى Neonazismus اليوم بالنازية الجديدة (القومية الجديدة)
مجرد الدعاية لهذه الأفكار أو تنظيم الشعارات واستخدامها هي في ألمانيا والنمسا وبعض الدول الأخرى ممنوع قانونيا وتترتب عليه عقوبات قضائية
أصبح المصطلح "نازية" وصفاً للأيديولوجية التي اتخذها ذلك الحزب في سنوات
ال – 20 وال - 30 من القرن العشرين. والمبنية على العنصرية والتشدد ضد
الأعراق الأخرى وكذلك على علوّ اجناس بشرية معينة على أجناس أخرى. وآمنت
بقمع وحتى بإبادة الأعراق الدنيا، وبالمقابل الحفاظ على "طهر" الأعراق
العليا. وصل الحزب النازي إلى الحكم في ألمانيا عام1933 بقيادة أدولف هتلر.
شرع هذا باستعمال القوة لتحقيق أيديولوجيته. كان اليهود بالنسبة لهتلر في
أدنى سلّم الأعراق البشرية. بدأ هتلر بتنفيذ برنامجه بإبادة شعوب ومجموعات
بشرية أخرى وعلى رأسهم اليهود. أطلق على عملية الإبادة اسم "المحرقة" "الهولوكوست". كما وضعت خطط لاحتلال المناطق التي يسكنها السلاف شرق ألمانيا، وجعلها مستعمرات ألمانية ضمن ما سمي بال(Lebensraum) أي حيز المعيشة، واستعباد شعوبها الأصليين لدعم الأقتصاد الألماني
لا يعرف بالضبط عدد ضحايا النازية ولكن اتبع أن يشار إلى عدد الضحايا اليهود حوالي 6 مليون، و 9 -20 مليون من الشعوب والمجموعات الأخرى: 3 مليون بولندي و 3 مليون جندي أسير روسي وحوالي مليون من الغجر، بالإضافة إلى مئات الآلاف من المقعدين والعاجزين والمثليين وغيرهم.
بدأت المحرقة في المرحلة الأولى ( 1933 – 1939)، كانت المعاملة مع
الأعراق الدنيا أشد. فبعد احتلال بولندا من قبل ألمانيا أقيمت هناك معسكرات
الاعتقال للمعارضين، وصدرت تعليمات جديدة بالنسبة لليهود تشمل سياسة طردهم
من أراضي ألمانيا إلى بولندا المحتلة، وحرمانهم من الحقوق ومن ممارسة حياة
اقتصادية وتحويلهم إلى عمال فقط. وتم اعتقال الكثير منهم وأقيمت معسكرات
الاعتقال. كان هدفها تجميعهم في سجون كبيرة وفصلهم عن باقي السكان وتطهير
مناطق من الأقليات. لكن لم تبدأ بعد خطة الإبادة. مع بداية الغزو النازي
للاتحاد السوفييتي اتخذ القرار بإبادة الغجر في كل مكان يتم احتلاله. هناك
تم قتل ما يناهز عشرة آلاف إنسان. في المرحلة الأولى تم القتل بالرصاص بعد
نقلهم من قراهم إلى مكان بعيد ودفنهم في الغابات. وفي وقت لاحق ابتكروا
طريقة الإبادة بواسطة شاحنات الغاز، حيث أدخلوا الغاز القاتل إلى داخل
الشاحنة المحملة بحوالي سبعين شخصاً خلال سفرها من القرية إلى الغابة وهناك
يتم دفنهم. بحث النازيون عن طرق أسرع وأسهل وأقل كلفة. فأنشئوا المراكز
الثايتة للإبادة ولحرق الجثث. ففي المرحلة الثالثة (1941 – 1943) أقيمت
معسكرات إبادة، نقل المحكوم عليهم بالإبادة من القرى – خاصة في شرق أوروبا –
إلى معسكرات الإبادة بواسطة القطارات. هناك تم قتلهم بالغاز وإحراق جثثهم.
معسكر تريبلينكا أقيم بمكان ناء وظل مخفياً خلال الحرب العالمية، تمّ فيه
إبادة أكثر من 800 ألف شخص. عام 1942 أقيم أكبر معسكر إبادة هو معسكر
أوشفيتس. كان يتسع لحوالي 100 ألف أسير في نفس الوقت. كان به خمس مبان لحرق
الجثث وغرف غاز. في كل يوم تمت به عدة جولات إبادة. في كل جولة عشرات
الآلاف من الضحايا. بعد القتل بالغاز الذي يستمر عشرين دقيقة فقط تنقل
الجثث إلى المحرقة.
أوشفيتس، أصبح رمز خطة "الحل النهائي" لليهود كما أراده النازيون، فيه تمت إبادة مليون ونصف شخص.
أوشفيتس، أصبح رمز خطة "الحل النهائي" لليهود كما أراده النازيون، فيه تمت إبادة مليون ونصف شخص.
- : "Demonization" "Otherization" شيطنة الاخر
في النهاية نحن نفترض بان الانسان يسلك سلوكا عدائيا وينظم نفسة ضمن مجاميع تعلن الحرب وتمارس العنف بكل وحشيه ضد افراد المجاميع الاخرى باطفالهم ونسائهم ورجالهم وشيوخهم حينما يؤمن بعقيده تصنع وعيا يصور بان اعدائه البشر هم ادنى منه ، ان تلك النزعة الفكرية تلغي اي سلوك اجتماعي اخلاقي وتلغي بشكل كبير ما يتبناه الانسان في تعاملاته مع البشر الاخرين فهو يلغي بذلك الانحياز الجيني للنوع ويطلق العنان للدمار والقتل من وعي الايدلوجيات الثقافية التي كونت التفضيلات الدينية والقومية و الجنسية والعرقية . .
تعليقات
إرسال تعليق
التعليق ضروري لاهمية مشاركة الاخرين وجهة نظر وافكار وان كانت لا تتفق معنا , الصمت ليس علامة الموافقة دائما فلا تحرمنا من فرصة الاستفادة منك للاضافة تنقيح افكارنا من الخطأ الذي قد نقع به ويقع به الاخرين حينما يطلعون على افكارنا , فلا تكن بخيلاً بتعليق لن ياخذ منك سوى دقيقة سواء اتفقت ام اختلفت معنا .