ضد الدين ضد المذهب

كان مسلما متشددا..حتى في ساعات الفجر ايام الشتاء يصر على ان يتوضأ بالماء البارد ويقول الاجر على قدر المشقه يصوم ثلاثه اشهر في السنه ويلعن الجميع ويجن جنونه عندما ياتون امامه برأي مخالف لرأيه ويكره كل من ليس على نهجهه ومنهجه حتى ابتلي بمرض ا
لقلب وكان لابد له ان يسافر للهند هناك حيث مختلف الديانات .....عندما سلم جسده للطبيب لاجراء عمليه القلب المفتوح ...وتبديل الشرايين .....انتبه بعد العمليه وهو يشعر بتحسن ......وسأل زوجته من هذه المرأه بجانبك فقالت هي ممرضه لاتفارقك وستاتي غيرها لتستلم المهمه ...ممنوع عليها ترك الغرفه عندما جاء الطبيب الذي اجرى له العمليه ليطمئن عليه ويخبره بنجاح العمليه تحركت غريزته المدفونه وظهرت على السطح وسأل الطبيب سؤلا مقززا ومثير للشفقه ينم عن جهل وخيبه وتخلف ....لقد سأل الطبيب ...هل انت مسلم ؟؟؟....اجاب الطبيب والاستغراب باديا على وجهه ...لا ....انا هندوسي ..؟؟؟.فبهت الذي سأل ......!!!!!!!!!!!

ان ابسط وسيلة لتهديم فكرة ما، أو محاولة تشويهها، ماعليك الا أن تحرك دعوى من انها تخالف الطبيعة العاطفية للناس، أو تمس معتقداتهم، وبذلك تكون قد حققت نصف المطلوب.



الكونية الأنسانية فضاء مفتوح يدعو الى الخير والمحبة والحوار البنّاء وتبادل المعلومة دون الأنحياز الى جهة معينة بدعوى أحقيتها وحيازتها على الحقيقة المطلقة..
أجمل كلمة يمكن الأستشهاد بها في هذا الصدد:(الخلق كلهم عيال الله)..
هناك مشتركات أنسانية كثيرة جدا يمكن أن نتفق عليها وتكون منطلقا لتاسيس خطاب أنساني يسمو على كل الأنتماءات الضيقة، والتحزبات والتخندقات التي لا تجدي نفعا سوى حجر الأنسان بسجونها الايدلوجية المضلمة.. الكونية الأنسانية ترى من افق رحب لا من ثقب ضيق .. أصحاب هذا الثقب الضيق طالما تمسكوا بشعار(أناومن بعدي الطوفان).. أو (امطري. فأين ماتمطرين فخراجك لي)..
ماهو الضير لو تصالحنا مع أنفسنا؟.. ماهو الضير لو عملنا على تأسيس خطاب تواصلي بين الديني واللا ديني.. بين الديني والملحد.. بين السني والشيعي.. بين النخبة والسواد الأعظم من الناس.. لماذا ننظر من خلال هوياتنا الفقيرة ونضيّق على الأخر وجوده وأحلامه ورؤاه وتطلعاته، بحجة انحداره الى درجة متدنية في السلّم الانساني؟!.. لماذا ننطلق من هذا المعيار التعسفي والضالم ،ونعتمد على مقارنات وهمية جزافية لا وجود لها في عالم المعنى، ونغيب كيان هائل أسمه الأنسان بحجة عدم انتمائه للطائفة الحقة أو انتمائه الى دين معين؟..

لماذا لا يعتبر اليهودي ان المسلم أنسان له حق العيش والفكروالتأمل في هذا الكون الهائل؟.. والعكس صحيح.. كيف يمكننا الوصول في طريق التكامل الأنساني ونحن ندعي حيازة الحقيقة المطلقة؟.. أين هي تلك الحقيقة المطلقة ،نحن (أصحاب الحقيقة المطلقة) لم نستطع خلق مجتمع يتسم بالقيم الأنسانية؟.. لذلك أدعو كل أنسان منصف، أن ينظر الى الأمور بميزان الحكمة وأن لا يستعجل الحكم من خلال اشراطات مهيمنة على فكره يحاول التسليم بأوهامه ومعتقداته التي لا تعتبر نهاية الكون والحياة.. القافلة تسير وهي في طور البناء والكمال وبدأت الناس تتحسس وجودها من خلال الكونية الأنسانية ،التي لم يجدو فيها تلك الأتهامات الجزافية سوى في أذهان لا تريد أن تفهم..

منقول
مصطفى الصوفي
مغامرة العقل

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اصل الارهاب في علم الاحياء

كَمَـان وشمعـدان

رمضان