الطـــائفــــية ليست لــــلاديــــان بل هي مهنه العربان

"ليس من العجيب أن يختلف الناس في ميولهم وأذواقهم ولكن بالأحرى العجب أن يتخاصموا من أجل هذا الإختلاف"
علي الوردي

اثبتت لي تجاربي في الحياه ان التفكير الطائفي لايشترط ان يعتنقه متدين ولا يشترط ان تكون العنصريه ضمن مذهب او دين, كنت اكلم أحد الاصدقاء حينما نبهني لمنشور لاحدى الملحدة عراقيات الذي كان لمشهد من (مسلسل عمر) يظهر ابي جهل وهو يعذب المسلمين في بدايه الدعوة الاسلامية وكان تحت عنوان غريب (لترقد روحك بسلام يا أبا الحكم)!!.


واما التعليقات فكانت من قبل الملحدين ايضا,يهتفون ويحيون هذا السلوك (ويمجدون فعل ابي جهل بتعذيب المسلمين وقتلهم )
احدهم قال : ليت كان من ابي الحكم عشرة
واحدهم قال: ليت ابو الحكم موجود الان
واخر يعلق : عاشت يدك يا ابو الحكم انت من كنت تخيفهم.
,تعجبت من تلك الندائات والهتافات والفرح على تعذيب المسلمين هل نسى الملحدين انهم اقليه ومن الممكن باي لحظة ان يكونوا بهذا الحال وفي هذه الصورة ؟ واين ذهبت مبادىء الانسانيه التي يطالبون بها وحقوق الانسان ؟ ..

كما يبدوا لي و للكثيرين ان الملحدين العراقيين (او العرب بصوره عامه) قد هربوا من الطائفية الدينية والعصبيه ليلتجئوا الى طائفيه الحاديه و عصبيه اخرى وكنت قد طرحت هذا بعض الافكار سابقا في مقالي (المُستلحدون) , وربما اكتملت الرؤية بخصوص عقل الانسان العربي, فمن الواضح اننا لا نعاني من مشكلة دين ولا نعاني من مشكلة وجود الله ولا نعاني من تسلط رجال دين , ولا نعاني من اي مشكلة عباديه او مشكلة مع محمد او مع عدم فهم القران او تناقضه ,بل نحن نعاني من مشكلة اخلاقية مشكلة فكرية مشكله انسانيه في تقبل الاخر و التعايش معه , نحن كنا باسلامنا وبعد الحادنا اناس متطرفين لا نقبل الرأي الاخر و نسعى دائما الى ابادته مع فكره..

بعضنا كان منزعجا من الصراع الطائفي المذهبي في الدين وبعد ان خرج من الدين بات يسيء ويزعج المتدينين ويضايقهم و في نفس الوقت يتكلم عن حقوق الانسان وعن الاخلاق الانسانية , و وسط هذا النفاق تبرز العقليه البدويه المتعصبه الباحثه عن الانتصار في كل حديث وحوار مع المختلف معها .

الكثير من الملحدين العرب لايفهمون من الالحاد الا (شتم الله و شتم الانبياء ) و لايدركون انها مؤسسة فكرية انسانويه واخلاقيه قائمه على السؤال والبحث عن جواب وليس على الانكار والشتم والسب والعناد.الالحاد فكر وثقافة وسلوك واخلاق وعلم...واذا جئنا على تجزأة كل على حدة نقول، فكر لانه مبني على الشك والبحث والاستنتاج وليس التقليد والاتباع والتوارث، السلوك هو محاكاة لثقافتك وما اكتسبت من خلال تصرفاتك وسلوكياتك ويومياتك وهنا سيظهر المعدن الحقيقي للشخص: هل جاء الحاده من علم وبحث وفكر وقناعة ام مجرد هروب وتسيب...الالحاد انسانية وخلق ومسؤلية وليس انحلال كما يتصور البعض,واقول خلقا لانه بني على كل ما سبق..وجوهره الانسانية..الاخلاق منظومة مكتسبة بالغالب وبقيتها الانا التي يدفنها الشخص بعقله الباطن والتي يمكن السيطرة عليها وترويضها وتهذيبها ان صح القول ..
لما تفسد العقليه العربيه كل شيء تدخل فيه ؟, حينما دخل العرب الى دين الانبياء فافسدوه وصاروا لصوص لله و رهبان معابد , وحينما دخلوا في الالحاد وافسدوه وصاروا مجرد مجموعه من السكيرين والعاهرات والفاسقين و امسوا لايحملون ذره اخلاق ولا مباديء و لا اي اتزان او عرف اجتماعي.

المستلحدين العرب الذين يعتنفون طائفيه الحاديه ويسعون لتدمير الاديان والمتدينين بدون ان يلتفوا الى الازدواجيه التي هم فيها حينما يتكلمون عن حقوق الانسان وحق التعايش والحريات والتعدديه ..

الدين أو الفكر هو مجرد اداه يحركها الانسان كما تشتهي نفسه وكما يشاء . و الانسان حينما يقع ضحيه لسيطره العقيده ويبرمج منذ الطفوله على تقديس رجل الدين ورموزه المقدسه فأنه لن يدرك انه على خطىء وسيفعل الكثير من الدمار دون شعور لانه يقدس تلك الافكار, البعض كان يعاني من تطرف ودوغمائيه الاسلاميين وربما كان يعاني من مشكلة معهم لذلك ترك الدين والتجيء الى الالحاد لكنه مع الاسف جعل من الحاده عقيده دوغمائية ترفض الاخر بصوره لا تختلف عن المتدين. و جعل من نفسه انسان خطر ايضا بصوره لاتقل شرا من المتدين بالعقيده وهو ايضا مستعد ليسبب الدمار ,وايضا يعاني من مشكله التقديس حينما يقدس افكاره وجعل من عقله اله يتبعه و ينكر كل فكره او رأي تخالفه ..

نحن لسنا بحاجه الى انكار اديان ولسنا بحاجه الى الحاد, , فمشكلتنا ليست مع الله وليست مع دين الله, مشكلنا كانت ولازالت في الانسان 
الانسان من بنى الجدران بينه وبين الاخر وغذى بذلك مصلحة من له شأن ومنفعة ...و المصيبة ان العرب يتوارثون ذلك عبر الاجيال..لا وبل يحرصون عليه ويقدسونه!

 فالى متى نبقى نسيء الى دين الله ؟
و الى متى نبقى نسيء لكل فكر نعتنقه ؟
وكم نبي عليه ان يقتل في سبيل هذا ؟

مصطفى الصوفي
مغامرة العقل

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اصل الارهاب في علم الاحياء

كَمَـان وشمعـدان

رمضان